في عالم الفنون والحرف اليدوية، هناك سؤال يتردد في أذهان الكثيرين، خاصةً في المجتمع السعودي المحب للتراث والفنون التقليدية: ما هو الفرق بين الصلصال والفخار؟ هذا السؤال ليس مجرد استفسار عن مجرد مواد خام تستغل في الصناعات اليدوية، بل هو سبيل لاكتشاف لعالم واسع من الإبداع والتراث.
في هذه المقالة، نأخذكم في رحلة لاكتشاف الفرق بين الصلصال والفخار، موضحين الخصائص الفريدة لكلٍ منهما وكيف أن هذه الفروقات تلعب دورًا مهمًا في الثقافة بشكل عام والحرف اليدوية بشكل خاص في المملكة العربية السعودية.
ما الفرق بين الصلصال والفخار؟
قد تبدو الفروق بين الصلصال والفخار ليست كثيرة وفقًا للشكل النهائي التي تخرج به المنتجات المصنعة من كليهما، إلا وأن الفرق بين الصلصال والفخار يكمن في تركيب المواد، الخصائص، والاستخدامات.
- المادة الأساسية:
يتكون الصلصال من معادن السيليكات المائية وغالبًا ما يكون لينًا عند تشكيله، كما يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة مثل: الصلصال الطبيعي أو الصلصال الاصطناعي (قد لا يحتاج إلى حرق على عكس الفخار، خاصةً في أنواع الصلصال المستخدمة للأغراض الترفيهية أو التعليمية)، أما الفخار فهو نوع صلصال استخداماته محدودة بعض الشيء، ويستخدم عادةً لصنع الأواني والتحف (بعد تشكيله، يُحرق في الفرن ليصبح صلبًا).
- الاستخدامات:
الصلصال يستخدم في الأنشطة التربوية والتعليمية، الفنون، النماذج الأولية، والألعاب بينما الفخار يستخدم في صناعة الأواني، الأطباق، الأكواب، والتحف الفنية.
أنواع الطين الصلصال
تبلغ أنواع الطين فوق السبعة أنواع، والتي تعتمد إما على الخلط بالزيت، الخلط بالماء، أو الطين الصناعي، إلا وأننا سنتناول الأنواع الرئيسية منها، ألا وهي:
الطين المستخدم في صناعة الصلصال الذي يأتي بأنواع متعددة، كل منها له خصائصه واستخداماته المختلفة، وأشهرها: طين الإيرثينوير، الستونوير، البورسلين، البوليمر، طين الورق، والفخار أو الـ terracotta.
كيف تعرف الفخار؟
تعرف الفخار وتميزه عن أنواع الطين الأخرى عبر عدة خصائص ومراحل يمر بها في عملية صناعته، إليك أبرز النقاط لتعرف الفخار:
- الفخار يصنع من أنواع معينة من الطين تختلف حسب الجودة واللون (هذا الطين عادةً ما يكون له لون أحمر، بني، أو رمادي عندما يكون رطبًا).
- عند لمس الفخار النهائي عادةًَ ما يكون خشنًا قليلاً.
- يمكن للفخار أن يكون له لمعان خفيف إذا تم تطبيق الجليز (مادة زجاجية تستخدم للتغطية) عليه.
- الفخار يتطلب الحرق في فرن عند درجات حرارة عالية، وهذه العملية تحول الطين إلى مادة صلبة كما سبق وذكرنا.
- الفخار أثقل وأكثر صلابة مقارنةً بالطين العادي، ويتميز بقدرته على تحمل الاستخدام اليومي.
- عند الطرق على قطعة فخار جافة، يجب أن تصدر صوتًا كالجرس، وهو مؤشر على أن الطين تم حرقه بشكل صحيح.
- الفخار يستخدم في صناعة الأواني، الأطباق، الأكواب، والتحف الفنية، إلى جانب تزيينه بنقوش أو تصاميم مختلفة قبل أو بعد عملية الحرق.
ما هي أنواع الفخار؟
الفخار يأتي بأنواع مختلفة، كل منها يمتاز بخصائص فريدة تتعلق بالمواد المستخدمة، طريقة الصناعة، والاستخدامات، وأهم أنواع الفخار تشمل: فخار الإيرثينوير، فخار الستونوير، فخار البورسلين، الراكو، الفايانس أو الميوليكا الطراشي Terracotta.
صناعة الفخار في السعودية
صناعة الفخار في المملكة العربية السعودية تعد جزء هام من التراث الثقافي والحرفي للبلاد، تتميز هذه الصناعة بعدة جوانب:
-
التاريخ والتراث:
صناعة الفخار في السعودية لها جذور تاريخية عميقة، حيث كانت موجودة منذ العصور القديمة، تعكس هذه الصناعة الحرفية التقليدية للمجتمعات المحلية والبدوية في السعودية.
-
المواد والتقنيات:
يتم استخدام أنواع مختلفة من الطين المحلي الذي يتم جمعه من مناطق مختلفة في السعودية، تتضمن التقنيات التقليدية لصناعة الفخار النمذجة اليدوية والدوران على العجلة، بالإضافة إلى استخدام الأفران التقليدية للحرق.
-
الزخرفة والأشكال:
تشتهر السعودية بأنماط زخرفية فريدة تعبر عن الثقافة المحلية، بما في ذلك استخدام النقوش البدوية والعربية، الأشكال الشائعة تشمل الأواني، الأطباق، والجرار التقليدية.
-
التطوير والحفاظ على التراث:
هناك جهود مستمرة في السعودية للحفاظ على هذه الحرفة التقليدية ونقلها إلى الأجيال الجديدة، تدعم المؤسسات الثقافية والحكومية الحرفيين المحليين وتشجع على تطوير هذه الصناعة.
-
الاستخدام والشعبية:
يستخدم الفخار التقليدي في السعودية ليس فقط كأدوات منزلية ولكن أيضًا كعناصر زخرفية تعبر عن الهوية الثقافية، وتحظى منتجات الفخار بشعبية كهدايا تذكارية وقطع فنية في الأسواق المحلية والمهرجانات.
